عـميد أسرة النعــيم السابق
ولد الشيخ عبد اللطيف بن حمد بن محمد النعيم رحمه الله عميد أسرة النعيم في الأحساء عام 1337 هـ. وتزوج عام 1359هـ ولديه من الأبناء سبعة ذكور وثلاث إناث, أنخرط كلهم في سلك التعليم, منهم المعلم ومنهم المهندس ومنهم من حصل على درجة الدكتوراه في مجالات علمية متخصصة. تلقى الشيخ تعليمه وأستمد ثقافته العامة على يد والده رحمه الله تعالى الشيخ حمد بن محمد النعيم مؤسس التعليم الأول في الأحساء, حيث كان والده من أوائل رواد التعليم قبل تأسيس المدارس النظامية كما استمد ثقافته من خلال اطلاعه وقراءته المستمرة ومن خلال أسفاره للهند وباكستان وكثير من الدول العربية وبعض الدول الأوربية. حصل رحمه الله على جائزة من جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله تعالى أثناء زيارته التفقدية لمقاطعة الأحساء عام 1348هـ وذلك جرياً على عادته كل عام حيث زار خلالها لأول مرة مدرسة شبه نظامية في الأحساء (مدرسة النجاح ) التي كان أسسها والده الشيخ (حمد بن محمد النعيم ) يرحمه الله حيث كان الشيخ رحمه الله من تلاميذها. كما ألقى الشيخ رحمه الله خلال الحفل قصيدة شعرية أمام الملك الراحل طيب الله ثراه من تأليف أحمد بن مشرف أبدى من خلالها الملك الراحل سروره وغبطته في الاحتفال.
وقد التحق في سلك الوظائف الحكومية وعمل كأول كاتب على الآلة الكاتبة في مالية الأحساء على وظيفة محاسب. ترك الوظيفة مبكراً وزاول التجارة بين الهند والسعودية وخلال تلك الفترة أجاد الشيخ رحمه الله اللغة الانجليزية والأوردية. ثم أنتقل إلى مملكة البحرين ومن ثم إلى الرياض حيث زاول تجارة الأقمشة ولوازمها وفي نهاية المطاف أنتقل رحمه الله إلى الأحساء وأستقر فيها. كان رحمة الله تعالى من الشخصيات البارزة في المجتمع التعليمي بالأحساء بشكل عام وداخل أسرة النعيم بشكل خاص. له الكثير من المشاركات الأدبية والتاريخية في كثير من الأندية الأدبية في الأحساء وبالأخص في اثنينة النعيم وسبتية الموسى وأحدية المبارك.
يتميز الشيخ رحمه الله بحفظه للكثير من القصائد والأشعار في كافة المجالات الأدبية والعلمية, وقد حفظ منذ نعومة أظفاره متن الزبد لابن رسلان في الفقه الشافعي وألفية ابن مالك في النحو والرحبية في الفرائض، كما تميز الشيخ رحمه الله بذاكرته الفذة وملكة الحفظ فقد كان يحظى بها حتى آخر حياته. يعد الشيخ رحمة الله من أوائل من ساهم في تأسيس المجلس البلدي بالأحساء.
زار رحمه الله بيت المقدس في فلسطين وحضي بالصلاة في المسجد الأقصى قبل حرب الـ1967م. كان رحمه الله تعالى أول من بادر بتكريم والاحتفاء بكوكبة من أبناء وبنات أسرته المباركة أسرة آل نعيم من حفظة كتاب الله وحث الجميع على أن يحرص الآباء على تحفيظ أولادهم ذكوراً وإناثا، كما كان تسيلم الدروع والجوائز بيده رحمه الله تعالى لفتة طيبة منه في تكريم هذا العدد الكبير من أفراد الأسرة الذين أتموا حفظ كتاب الله تعالى, وتعد هذه البادرة الحسنة نواة لكثير من الأسر الأخرى في المنطقة وهذا لا يستغرب منه فأبوه كان من رواد ومؤسسي التعليم في الأحساء. وقد حبب إليه كتاب الله وحفظه, وقد أوقف الشيخ جزءاً من ماله في دعم حلقات تحفيظ القران الكريم والكثير من أعمال البر والخير كبناء المساجد وصيانتها كما خص أيضاً أفراد أسرته من أعمال الخير. توفي رحمه الله أثر صراع طويل مع المرض ووافته المنية فجر يوم الاثنين الموافق 29/10/1427هـ. رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.