لقاء مع العم حمد بن عبدالرحمن الحسين النعيم حفظه الله

العم حمد النعيم: كنّا نحمل الطابوق والرخام في سيارتنا الخاصة أثناء بناء مجلس الأسرة..

والعم عبدالله الخليفة النعيم تّبرع للمجلس بأكثر من أربعين بالمائة…

في هذه المقابلة ستبحرُ قافلة اللجنة الإعلامية للأسرة في محيط العم حمد بن عبدالرحمن الحسين النعيم لتكتشف الدرر من خبراته وتستمتع بأجواء أحاديثه..وكلنا شوق للاطلاع على مجريات هذا اللقاء..

وبسم الإله نبدأ:

بدايةً لو تفضلت علينا بتاريخ الميلاد ومكانه؟

ولدت في عام 1357هـ بمحلّة الأحساء.

عرِّفنا بحالتك الاجتماعية؟

متزوج ولدي أربعة أولاد وابنتان.

كيف كانت بدايتكم في التعليم؟

بدأت في التعليم عند المطاوعة وكان من أبرزهم الشيخ ثابت الثابت عندها كان عمري تسع سنوات وتعلمت حينها قراءة كتاب الله كاملاً وبعد إتمامه تم الاحتفال بي مع أحد الطلاب والذي أتمّ القراءة كذلك بين الأزِقَّة في الحي مع شيء من الأهازيج تُسمّى بالتحميدة وكانت هذه العادة تُجرى لكل من يتم قراءة القرآن كاملاً بالإضافة إلى عمل وليمة غداء – من قِبل أهل الطالب المحتفى به – يُدعى عليها جميع الدارسين معه , وبعدها التحقت بالمدرسة النظامية في مدرسة (الهفوف الأولى وكان الصف الأول يسمى المحترقة) وسمي بهذا الاسم لاحتراق الفصل, وعندما انتظمت في الصف الأول لاحظ المعلمون اتقاني للقراءة فنقلوني مباشرةً للصف الثاني , وكذلك لاحظ معلمو الصف الثاني إتقاني للقراءة والحساب مقارنة بالطلاب الذين معي فنقلوني للصف الثالث مباشرة , واستمريت بالدراسة حتى الصف الخامس فأخرجوني إخواني من المدرسة للعمل معهم في التجارة, وكان أخي الدكتور أحمد له الفضل بعد الله في استكمال تعليمي الخاص حيث جعل لي على حسابه الخاص من المدرسين مَن يأتي ويدرسني, وكان من ضمن المدرسين الوزير الدكتور محمد الملحم حيث درسني مادة الإنجليزي, ومن ثم رجعت للتعليم النظامي واستكملت الصف السادس ومن ثم الإعدادية وفي 1377هـ انتقلت إلى معهد المعلمين لمدة سنتين وفي 1379هـ تخرج من المعهد وعُينت معلم في حينها..

وكيف كانت نشأتك الاجتماعية؟

نشأتُ يتيم الأب حيث توفي والدي وعمري خمس سنوات , وأذكر صورة وفاته في أي وقت وفي أي غرفة , ومن ثم قامت والدتي بتربيتي مع عناية إخواني بي حيث أني أصغرهم سنًّا.

بما أن والدتك كان لها الأثر الكبير في تربيتك , هل حدّثتنا عنها؟

والدتي اسمها نورة بنت عبدالعزيز النعيم وتلقب بنوار وذلك لنور وجهها وكانت من أهل الخير فكانت تحضر دروس الأحاديث عند الشيخ محمد بن صالح النعيم وعند الشيخ عبدالله المبارك , وأثرها الكبير علي وعلى إخوتي يتمثل في حرصها على أداء الصلاة ذلك الحرص الشديد الذي يجعلها تلاحقنا من غرفة إلى غرفة لإلزامنا بأداء الصلاة رحمها الله رحمةً واسعة.

من هي الشخصية التي تعجبك دائماً؟

أنا معجب بأكثر من شخصية وأعجابي بالشخصية يكون في أبرز ما يميزها فمثلاً الأستاذ إبراهيم الحسيني -مدير التعليم سابقًا- أعجبني في إخلاصه ونظافته في العمل حفظه الله , ومن أسرتي الشيخ عبداللطيف بن محمد الخطيب النعيم فهو رجل علم وفاضل ومن الأخيار وهادئ ورزين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته..

سمعنا أن العم حمد له مقالات نشرت في الصحف وله بحوث تعليمية نود أن نتعرف على مجملها؟

نعم , فلقد قدّمت بحث إلى إدارة التعليم بعنوان: ” الثواب والعقاب في العملية التعليمية ” وأرسلته إلى جريدة الجزيرة وتمَّ نشره وأصبحت له ضَجّه عند القرّاء ما بين مؤيد ومعارض , وأيضًا كان لي بحث تم نشره عن المقابر يتضمن الاهتمام بالمقابر كوضع بوابة لكل مقبرة عليها حراسة و وضع سجلات للمتوفين إلى غير ذلك من باب التنظيم للمقبرة , وكان لي بحث عن (الوظائف) يعني بالبطالة وتوظيف الخريجين الذين لا يجدون وظائف , وعملت بحث كذلك عن (تصريف الأمطار) عرضت فيه المشاكل وطرح الحلول وبعض الآراء المقترحة , وعملت مقترح عن المسعى في الحرم المكي وذلك لما كنت في الحج عام 1396هـ ولاحظت في المسعى أن من يأتي من خارج الحرم يريد الذهاب إلى صحن الحرم تجده يقتطع المسعى مما يثير الارتباك والازدحام في سير الساعين , ورفعتُ رأسي حينها فوجدت أنّ بوابة المسعى مرتفعة فأتت على بالي فكرة تقول بما أن بوابات المنافذ الخارجية للمسعى مرتفعة فلماذا لا يُعمَل جسر لهؤلاء المشاة دون أن يقتطعوا سير المسعى , فتوجهت إلى أحد مشايخ الحرم وأظنه من آل الشيخ وقدمتُ له هذا المقترح وأثنى علي وعلى هذا الاقتراح ثناءً طيبًا وقال سأرفعه للجهات العليا , ولم تمض سنوات بسيطة إلا وعُمل بهذا الاقتراح ولله الحمد..

هل لك مبحث كان له أثر في النظام التعليمي؟

قدمت بحث اسمه (تعديل السلم التعليمي)  لإدارة التعليم وإدارة التعليم بدورها أرسلت هذا البحث للوزارة وعلى ضوئه دعتني الوزارة لحضور دورة في الرياض لمدة أسبوع لتمثيل الأحساء بناءً على البحث الذي قدمته و حضر هذه الدورة مجموعة من دكاترة الجامعات والأكاديميين ومن الطريف في الأمر أنهم كانوا ينادوني بالدكتور , وخلال الندوة ألقيت بعض المداخلات والمقترحات والآراء.

من هم زملاء الدراسة الذين مازلت تذكرهم؟

من زملائي سليمان الدرويش وناصر اللبلي وعلي الموسى وعبدالرحمن الحواس وعبدالله الجيبان والدكتور علي العبدالقادر وأحمد بن عبدالرحمن الشيخ النعيم إلى غيرهم من الزملاء..

ما هي الأعمال الإدارية التي قمت بتولِّيها في التعليم؟

عملت عشر سنوات معلم تخللها سنتين دبلوم دراسه في تطوير المعلم , ثم انتقلت معلماَ في مدرسة المثنى بن حارثة سنة واحدة ثم انتقلت إلى مدرسة ابن تيمية وكيلاً لمدة سنة كذلك, وبعدها عُينت مديراً في مدرسة الجارود وبقيت فيها خمسًا وعشرين سنة إلى التقاعد.

ماهي صفات المدير الناجح؟

جميل جدًّا..في كلية المعلمين بالأحساء طُلبَ مني عميد الكلية آنذاك الدكتور عبداللطيف بن حمد الحليبي أن ألقي محاضرة في هذا الموضوع (صفات المدير الناجح) وبما حدثتهم به سأحدثك به.. المدير الناجح هو من يبتعد عن المركزية بمعنى أن يوزع المهام ويتيح بعض الصلاحيات لبقية الإداريين والمعلمين مع منح الحوافز لهم, أيضًا أن يتصِّف المدير بالعدل مع المرونة المنضبطة , وأن يتساعد المدير مع مدرسي المدرسة ويمنحهم التشجيع والتحفيز للإقدام في العمل..

وقفاتك مع الأسرة عديدة كما يعلم الكثير وخاصة في بناء مجلس الأسرة الحالي, حدثنا لو تكرمت عن تلك الجهود؟

حقيقة هذه الجهود لم تكن على عاتقي لوحدي وما أنا إلا أحد المجموعة التي ساهمت في تأسيس وبناء المجلس , وكان في مقدمة المجموعة الشيخ صالح بن عبدالرحمن الشيخ النعيم (بونعيم) والشيخ عبداللطيف بن محمد الخطيب النعيم ومجموعة من أفراد الأسرة المتحمسين, حيث أن مر علينا في وقت من الأوقات طالت علينا الاجتماعات فكنّا نجتمع كل ليلة في إعداد وتخطيط المجلس, وكنّا نلاقي بعض المصاعب في جلب التبرعات وكنّا نذهب إلى الدمام لجمع التبرعات من أبناء العم المقيمين هناك, وكنا نضطر في بعض الأحيان إلى حمل الطابوق والرخام في سياراتنا الخاصة, ولله الحمد حتى تم بناء المجلس باتفاق جميع أبناء الأسرة وهو أول مجلس أسرة في الأحساء.

من هو أكثر شخص قام بالتبرع لمجلس الأسرة في ذلك الحين؟!

طبعًا العم عبدالله الخليفة النعيم كان هو أكبر متبرع وبلا مبالغة كان تبرعه للمجلس من أربعين إلى خمسين بالمائة , فكانت أياديه بيضاء للناس عامة ولأسرته خاصة رحمه الله تعالى..

ماذا تتمنى من أبناء الأسرة؟

أتمنى لهم التقدم والتألق دائمًا , والجهود المبذولة من الشباب يشكرون عليها و أعطتني رؤية الخلف لخير سلف.. وأسأل الله لهم التوفيق والنجاح..

ختامًا.. نتمنى أن تعذرنا في الإطالة ونسأل الله لك دوام الصحة والعافية..

أعدّ المقابلة وكتبها: عبدالله بن أحمد الحسين النعيم

بعدسة عبدالرحمن بن محمد الأخي النعيم

أجريت هذه المقابلة في يوم الخميس الموافق 16 / 12 / 1433هـ

Shopping Cart
Scroll to Top