الكاتب أ.عدنان النعيم
سامبا أي مول – (خطوة جيدة ولكن!)
أعلنت مجموعة سامبا المالية قبل أيام، وفي خطوة فريدة من نوعها، تدشين أول مول إلكتروني للبطاقات الائتمانية، والذي يضم حوالي (350) متجرا عالميا كبيرا كمرحلة أولى، والتي تمكن حاملي البطاقات الائتمانية من التبضع والشراء ونقل البضاعة من المتجر الى باب المشتري دون فرض ضريبة المبيعات، حسب الشروط التي ضمنتها ووضعتها مجموعة سامبا المالية؛ لتعزيز السوق الإلكترونية في المملكة، والذي طالما طالبنا بالتوسع في إنشائها والتجارة الإلكترونية بشكل عام.
كنت قد تحدثت في مقالة سابقة، قبل عدة أشهر عن ضعف حجم التجارة الإلكترونية في المملكة، مقارنة بالدول المجاورة، سواء من ناحية إتاحة الفرصة للمشترين المحليين للتسوق الإلكتروني عبر توافر المتاجر الإلكترونية، أو البنية التقنية التي تتيح لحامل بطاقة الصراف الآلي أو بطاقة أخرى غير البطاقات الائتمانية تكون مربوطة بالحساب الجاري مباشرة لتمنح حق التسوق الإلكتروني بشكل مباشر، مع توافر الخدمات اللوجستية المطلوبة لتوصيل البضاعة بعد الشراء حسب عنوان المشتري بكل يسر وسهولة، ولكن للأسف ومع مرور السنوات نجد ندرة غير مبررة من توافر المتاجر الإلكترونية، مع اقتصار الاستفادة من هذه الخدمة على حاملي البطاقات الائتمانية فقط.
المبادرة التي قامت بها مجموعة سامبا المالية، كنت أتمنى أن تحظى بصلاحيات بنكية جديدة تخول اصحاب الحسابات البنكية من الشراء والخصم المباشر من حساباتهم لدى سامبا دون المرور بهاجس البطاقات الائتمانية، كذلك ماذا عن المتاجر المحلية وامكانية أن تكون هذه المتاجر هي المستهدفة بدلا من المتاجر العالمية، فالجميع يعرف طريق المتاجر العالمية والشراء منها والأسواق الإلكترونية العالمية بشكل عام، فكنت أتمنى أن أرى الجديد في هذه المبادرة أن يكون السوق محليا، وأن يكون للنظام البنكي دور في تشجيع عمليات التجارة الإلكترونية المحلية بشكل عام، لما لذلك من فوائد وعوائد كبيرة على الاقتصاد المحلي للمملكة.
الأهم في هذا الموضوع، أن هذه المبادرة أو هذا المشروع انطلق من أحد أهم المؤسسات المالية في المملكة، وبالتالي فحجم التوقعات للمستقبل سيتضاعف من قبل المستفيدين، بأن نرى ونشاهد أسواقا إلكترونية متعددة ومتنوعة ومتخصصة في نفس الوقت، وأن يكون هناك استثمار حقيقي للتقنية ينعكس في توافر الوظائف للمواطنين وزيادة حجم عمليات التجارة الالكترونية، وأن تساهم المؤسسات المالية الأخرى في المملكة في دعم هذا التوجه، والأهم في هذا الموضوع ألا ننتظر كثيرا، ونعيش حالة تكرار الفرص الضائعة.