الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن النعيم الشافعي

تولّى القضاء عام 1203- 1255هـ (1)

مولده وتلقيه العلم

هو الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن خليفة بن حسين بن محمد بن عبدالله بن محمد بن قاسم بن حسين النعيم الشافعي ولد بمحلة النعاثل أحد أحياء مدينة الهفوف العامرة بالأحساء المحروسة.

أخذ العلم وعلوم اللغة العربية على يد الشيخ عبدالرحمن بن الشيخ عمر بن محمد الملا الحنفي الفرضي, كما درس الفقه على يد الشيخ محمد بن سعيد بن عمير على مذهب الإمام الشافعي دراسة وافية حتى برع فيه ودرّس بحضور شيخه وأعجب به إعجاباً كبيراً باهراً . لذا عندما كبر سن الشيخ محمد بن عمير وهو الذي يتولى منصب القضاء بالأحساء واستشار حاكم الأحساء في ذلك الوقت عرعر بن دجين الخالدي حيث أشار عليه بأن يتولى  الشيخ عبداللطيف القضاء لأحقيته لهذا المنصب ولغزارة علمه وسعة إدراكه فعمل الحاكم المذكور بهذه المشورة.

توليه القضاء:

بعد وفاة الشيخ محمد بن سعيد بن عبدالله بن عمير في شهر رجب من عام 1203هـ تولى قضاء الأحساء فقام بهذه الوظيفة خير قيام حسبة لله تعالى وبدون مقابل كما هي عادة علماء الأحساء حيث يتولون القضاء والإفتاء بدون مقابل مطلقاً. وقد خصص يوم الثلاثاء من كل أسبوع لأهل القرى الشرقية حيث يذهب إلى مزرعته الكائنة بقرية المنيزلة لتوسطها بين القرى شتاءً وصيفاً ولئلا يكلف من كان منهم كبيراً أو ضعيفاً أو مريضاً بالمجيئ إليه مما يدل على سماحة أخلاقه الفاضلة.

وقفة الشيخ مع مسجد الجبري:

لقد شكلت النظارة على أوقاف مسجد الجبري سلسلة من النزاعات التي لم يهدأ الخلاف فيها بين ذرية الموقف ( ورثة سيف الجبري ) و ذرية من حبست له نظارة المسجد و إمامته ( ورثة نصر الله الجعفري ) فما إن يهدأ الخلاف بينهم فترة من الزمن حتى يعود مرة أخرى .

و من ذلك أنه بعد فترة من الزمن تولى حنيان بن صالح الجبري جزءا من نظارة المسجد من غير وجه حق و بعد وفاته قام الشيخ عبداللطيف بسحب نظارة الأوقاف من ورثته ( بناته ) و إعطائه لمستحقيه و هم ورثة نصرالله الجعفري و لكن هذا لم يعجب بنات حنيان مما جعلهن يستنصرن بوالي الأحساء ابن حسين بأن يهدم المسجد إذا لم يرجع لهم الجزء الذي تولى والدهم نظارته ( فبدأ عمال ابن حسين بهدم جزء من المسجد )(2) فما كان من الشيخ عبداللطيف إلا إرجاع النظارة لبنات حنيان و ذلك صيانة للمسجد من الهدم و دفعا لأعظم الضررين بأخفهما و لما أزال الله ابن حسين عن ولايته للبلاد سارع الشيخ عبداللطيف برفع أيدي بنات حنيان الجبري عن الأوقاف و ولى نظارة المسجد لمستحقيها و هم أولاد نصرالله الجعفري و أيده بذلك محمد بن عريعر والي الاحساء آنذاك (3)

وفاته:

ويعتبر الشيخ عبداللطيف من أطول القضاء منصباً حيث تولاه ما يقرب من 52 عاماً إلى وفاته رحمه الله سنة 1255هـ وبعد وفاته تولى القضاء إبنه الشيخ عبدالله وهو أكبر أبنائه إلى سنة 1261 حيث توفاه الله وهو في هذا المنصب رحمهما الله جميعاً.


 (1) كتب هذه السيرة الشيخ/ محمد سعيد بن الشيخ أحمد بن الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن الملا الحنفي وذلك يوم الخميس الموافق للثاني عشر من شهر ذي الحجة عام 1407هجرية . حيث أخذ ذلك من والده (نسابة الإحساء)

(2) تم أخذ هذه المعلومة من أحد باحثي أسرة آل جعفري و هو المهندس وائل بن عبدالله الجعفري

(3) تمت إضافة هذا الجزء من كتاب : القضاء و الأوقاف في الأحساء و القطيف و قطر أثناء الحكم العثماني الثاني , للدكتور عبدالله بن ناصر السبيعي

Shopping Cart
Scroll to Top