عبدالله بن أحمد الحسين النعيم
من العجب أننا نعيش في عالم يتشكل منه ما يقارب 15 % من ذوي الإعاقة المتعددة الأنواع , هذه النسبة تعني أن أكثر من مليار شخص يسكن على هذه الأرض يعاني من إعاقة يحتاج فيها إلى تذليل المصاعب وتحطيم الحواجز التي تمكنهم من الوصول إلى تحقيق الحياة المعيشية بما فيها من تكنولوجيا وانفجار معرفي واتصالات ,وكذلك تحقيق التواصل الاجتماعي والسعي للتنمية المعرفية ومزاولة الأعمال المهنية التي تناسبهم , ومن تسهيل المواصلات والمشاريع التي تمكنهم من المرور إلى الأماكن المراد الوصول إليها.
إن فئات ذوي الإعاقة في العالم بحاجة إلى إزالة الحواجز التي تشعرهم بالشمولية في المجتمع , والأدلة تثبت عندما نزيل تلك الحواجز التي تحول دون اندماجهم في الحياة المجتمعية سيكونون قادرين على تحقيق التقدم والتنمية لمجتمعهم ووطنهم.
إن اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ومعاهدات حقوق الإنسان أكدت على اندماج المعاقين مع غيرهم بشكل متساوٍ ودون تمييز في دول العالم أجمع وتعترف هذه الاتفاقية العالمية بأهمية مبادئ تحقيق تكافؤ الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة وتحسين الظروف المعيشة لهم في كل البلدان وتهيئة الظروف للاعتماد ذاتيًا على أنفسهم بحريّةٍ تعتمد على مدى اختيارهم , وتعزيز كرامتهم واحترامهم , من هذا المنطلق جاء اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة والذي يوافق الثالث من شهر ديسمبر من كل عام لدفع عجلة التقدم لهذه الفئة الغالية وإزالة كل الحواجز التي تقابلهم في التعليم والعمل ومراجعة الدوائر الحكومية والقطاعات الخاصة والتسوق والتنزه والسياحة والنوادي الرياضية وغيرها ، حتى أن الأمم المتحدة جعلت موضوعها لهذا العام 2012م:
“إزالة الحواجز التي تحول دون خلق مجتمع شامل للجميع يمكن الوصول إليه”
ولهذا جاءت حكومتنا الرشيدة في المملكة العربية السعودية بعناية بالغة بذوي الإعاقة التي تساعدهم إلى الوصول إلى مجتمع شامل دون حواجز وذلك من خلال نظام متكامل بمرسوم ملكي لرعاية المعاقين متوّجه بجهود رائدة عن طريق جهات مختصة في مجالات عدة كمجال الصحة والمجال التعليمي والتربوي والمجال التدريبي و التأهيلي ومجال العمل ومجال الاجتماع ومجال الرياضة ومجال الإعلام , وما جمعية المعاقين بالأحساء إلا إحدى الجهات المعنية من قِبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود –أيده الله-وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله-وسمو أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله-وسمو محافظ الأحساء صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود –حفظه الله – في رعاية ذوي الإعاقة التي توفر خدمات شاملة للمعاق من ناحية علاجية وتأهيلية وتعليمية مما يساعد أسرته على التعايش مع الإعاقة وطرق التعامل معه , كما أن الجمعية تهتم بالحفاظ على حقوق المعاق الأساسية والدفاع عنها وتثقيف المجتمع بأهميتها , وكذلك تقيم الجمعية البرامج الكفيلة بتحقيق الاندماج التام للمعاق في المجتمع , وتنفذ المشاريع والبرامج التي تخدم المعاقين وذويهم , ولقد قدمت الجمعية مساهمات كبيرة في العملية التعليمية والتأهيلية للمعاقين وإكمال مسيرتهم التعليمية وذلك بالتنسيق مع الجامعات والجهات التعليمية , كما قامت بتوظيف كثير من المعاقين بما يناسب قدراتهم ومؤهلاتهم وذلك بالتنسيق مع الشركات والمؤسسات والجهات الحكومية المعنية بالتوظيف ، وتشكيل لجان العمل المشتركة مع الجهات الحكومية والأهلية المعنية بمتابعة ورصد العقبات المتعلقة بتهيئة البيئة العمرانية للمعاقين، وزيادة المواقف المخصصة لهم في المرافق العامة والأسواق وتجهيزها بالمتطلبات اللازمة.
كل هذه الخدمات التي قامت بها جمعية المعاقين بالأحساء جاءت من تطلّعٌ ورؤيةٌ وأهداف تسعى إليها في سبيل قشع الموانع وتحطيم القيود وإزالة الحواجز التي تقف عقبة أمام كل معاق يتطلع إلى العيش مع مجتمعه مستشعرًا معنى المساواة بذاته مع غيره من أفراد المجتمع ، وتدعو أفراد المجتمع للتكاتف والمشاركة الفعّالة معها في جعل الفرد المعاق ينعم بعيش رغيدٍ سعيدٍ في:
” عالمٍ متاحٍ للجميع بلا حواجز ” .
عبدالله بن أحمد الحسين النعيم
العضو الإعلامي بجمعية المعاقين بالأحساء